الشعر واحد

[center]
بسم الله الرحمن الرحيم


- الصراع الحثيث بين مدراس الشعر الشعبي المتنوعه حقيقة نلمسها على أرض الواقع وبين هذا وذاك تضيع الوجهة الصحيحة وتختلط المفاهيم وقد تشن الحروب ويشتد الصراع بين الأطراف المتنازعه بينما الشعر ليس له إلا وجهة واحدة


يقول الحميدي الثقفي :

ضاق صدره ..
حس حتى البيت اللي .. انو لد به ..
صار قبره .!!
لملم انفاسه .. وبعض اوراق كراسه
شرب باقي بقايا الشاهي البارد بكاسه
وخرج ..
وقف على الدرج ..
ولع سيجاره ..!!
استرق نظره على شباك غرفة جارته
شاف جاره .. وانحرج
أرخى راسه .. صار نصف انسان
ربع انسان
ماباقي من الإنسان فيه الا لباسه ..!
كان في حالة ندم ..
لو طعنته وقتها ماسال منه .. نقطه دم ..!!

[ التقليدية شعر وذوق ولكن :ـ ]
- مايحدث الآن من تصنيفات تجر الساحة إلى تعصبات حتماً هي محض اندفاعات لاتنم عن وعي لدى الكثير من المتابعين ويجب ننظر للقصيدة دون أي تصنيفات غير واعية
-حتماً ليس كل من يكتب (الشعر التقليدي) يمثله بالطريقة الصحيحة والعكس صحيح فبعضهم لازال عالة على من سبقوه من شعراء أفذاذ استطاعوا في زمنهم ابتكار الصور الشعرية وفق خيالات تتناسب مع ذلك الزمن المهم أنهم كتبوا شعراً لازلنا نردده حتى اليوم وعلى كل من يقتفي أثرهم أن يحسن نهج كتابة الشعر بذكاء وابتكار فليس من المقبول أن تنسخ الكلمات التي قالها من سبقك من الشعراء الأوائل وتأتي لنا بقصيدة مكررة المعالم وكأننا قرأناها ألف مرة لأنك لازالت تعتمد على نفس التراكيب والصور والمفردات ولم توجد أيما فكرة بِكر ولاشك فإن هؤلاء يشوهون المدرسة التقليدية الأصيلة والجميلة والأمثلة كثيرة في هذا الباب ولن آتي بمثال على أولئك المستنسخين بل سآتي بثال جميل يعبر عن جمال الشعر الأصيل وهو الشاعر ابن فطيس المري وهو من خيرة الذين يمثلون نهج المدرسة التقليدية بتفرد وذكاء ولاعزاء للآخرين الُمستنسخين يقول ابن فطيس :


الضيقة اللـي دايـمٍ تالـي عصيـر
.............. وش حيلتـي وأردهــا لا تجيـنـي
لا طال ظل العود حزة عشـى الطيـر
.............. كنها على سجـن الحديـد تحدينـي
يضيق صدري كل ما جـات وأسيـر
............. ولايخفـف سـوج رجلـي حنيـنـي
لا حولنا مشـراف ولا اقـدر اطيـر
.............. يالله قسـمـة خـيـر لا تبتليـنـي
وعقارب الساعة توقف عـن السيـر
.............. ولا كن في الدوحة سواتـي حزينـي



[ اخطأ قايد الحربي وليست الحداثة .. ]
- - وبالنقيض تماماً لن يمثل (الشعر الحديث) من يكتبه بصور ومفردات وخيالات مشوهة لاتمت للشاعرية بقدر ماهي عبارات مستحدثة بعيدة كل البعد عن الشعر بمفهومه السامي والعميق .. فبعضهم طرقَ الشعر الحداثي بأسلوب لا يمكن أن يجتمع والشعر ووظف بعض الصور والمفردات بسذاجة فقط لأجل أن يقال حداثي بينما نسي أن الشعر صوت وصورة وخيال وعاطفة بينما هو أمعن في الحداثة حتى صاغ لنا قصيدة أشبه بتمثال لا روح فيه ولا جمال .. وأخذ يتعب نفسه بالتركيز على تجانس المفردات بينما قتل روح الشاعرية ونسي أن هذا اللون من الشعر كان سقطة عصر الظلمة الشعري إبان أواخر العهد العباسي وقد عفى عليه الزمان والمكان وهؤلاء بعكس مايقدمه أمثال الحميدي الثقفي في النص السابق ومن أمثلة التشويه للشعر الحديث هذا النموذج للأستاذ ( قايد الحربي ) من نصه [ شك وتطريز] وهو جزء من النص وليس كله لكنه مثال حيوي لنموذج يعبر عن صناعة لغة أكثر منه شعراً :ــ